الموت من سنن الله تعالى في الكون موت جميع الكائنات الحيّة ومنها الإنسان، فقد كتب الله تعالى العمر الذي سيعيشه كلُّ إنسان، ولكنّه أخفى موعد الموت عن الأشخاص؛ ليجتهد كل فردٍ منهم في الدُّنيا، ويعمل الصالحات التي تُكسبه الأجر والثّواب، والفوز بنعيم الجنة في الآخرة. احترم الإسلام الإنسان في جميع حالاته، وحفظ عليه كرامَته في حياته وحتى بعد وفاته، فأوجب له الغُسل، والتّكفين، وسُرعة الدّفن، والصّلاة عليه، والدُّعاء له، فكيف تكون الصَّلاة على الميت؟ وما حكمها؟ وما أهميّة مُشاركة المُسلمين الأحياء فيها؟
طريقة تأدية الصلاة على الميت
الصّلاة على الميّت فرض كفايةٍ على المُسلمين؛ فإذا قامت بها جماعةٌ سقطت عن البقيّة، وهي صلاةٌ لها طهارة كما في الصّلوات العاديّة، وهي عبارة عن أربعةِ تكبيرات من غير إقامة، كالتالي:
- ترديد التكبيرة الأولى " الله أكبر".
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والتّسمية، ومن ثم قراءة سورة الفاتحة.
- قراءة سورة قصيرة أو بعض الآيات.
- ترديد التّكبيرة الثّانية " الله أكبر".
- الصّلاة على النّبي محمد صلى الله عليه وسلّم كما في الصّلاة الإبراهيميّة.
- ترديد التّكبيرة الثّالثة " الله أكبر".
- الدّعاء للميّت بالمغفرة ورفع الدرجات، وأن يُبدله الله تعالى بمسكنٍ أفضل من الدّنيا، ومن الأفضل الدّعاء بـ "اللهمّ اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدِنا وغائبِنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذَكَرِنا وأُنثانا، اللهم من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفّيته منّا فتوفّه على الإيمان، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرِم نُزُله، ووسِّع مُدخَلَه واغسلهُ بالماء والثّلج والبَرَد، ونقِّه من الخَطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلاً خيرًا من أهله، اللهمّ أدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار، وافسح له في قبره، ونَوِّر له فيه، اللهم لا تحرمنا أجرَه، ولا تُضلّنا بعدَه".
- ترديد التّكبيرة الرّابعة " الله أكبر" والانتظار قليلاً ثم التّسليم عن اليمين وعن الشّمال.
أهمية المشاركة في الصلاة على الميت
سنّ الإسلام المشاركةَ في تأدية الصّلاة على الميت لحِكَمٍ مُتعدّدةٍ، منها:
- أخذ العِظة؛ عندما يشاهِد الحيُّ حالَ الميِّت، وأنّ الدُّنيا زائلةٌ مهما كانت تحمل بين طيّاتها للشّخص، فإنّه يشعر بالخوف من مُلاقاة الله عز وجل، فيُكثر من العبادات والطّاعات، ولا ينجرفُ وراء الشّهوات التي تُكسبه الكثير من المعاصي والذُّنوب.
- الدُّعاء للميت؛ كلّما كان عدد المشاركين في صلاة الجنازة كبيراً، وكانوا من أصحاب الصّلاح فإنّ الله يُشفِّعهم بالميّت، ويستجيب لدُعائهم بالمغفرة له.
- إظهار كرامة الإسلام للميّت أمام الدّيانات الأُخرى، ومدى احترام الميّت وتوقيره.
- مشاركة أهل الميّت في مُصابهم وعزائهم، وهذا يُخفّف عنهم، ويُشعرُهم بالصّبر والسّلوان.